Fan Tsani


(الفن الثاني: علم البيان)
فنُّ البيانِ عِلْمُ ما بهِ عُرِفْ

تأدية المعنى بِطُرْقٍ مختَلِفْ


وضوحُها واحصره في ثلاثةِ

تبشبيهٍ او مجازٍ او كنايةِ


(فصلٌ: في الدلالة الوضعيّة)
والقصدُ بالدلالة الوضعيَّةْ

على الأصحِّ الفهمُ لا الحيثيّةْ


أقاسمها ثلاثةٌ مطابقةْ

تضمّنُ التزامٌ امّا السابقةْ


فهي الحقيقهْ ليسَ في البيانِ

بحثٌ لها وعَكسها العقليّتانْ




(البابُ الأوّل: التشبيه)
تشبيهنا دلالةٌ على اشتراكْ

أمرينِ في معنىً بآلةٍ أتاكْ


أركانهُ أربعةٌ وجْهٌ أداةْ

وَطَرَفاهُ فاتّبِعْ سُبْلَ النَّجاةْ


فَصِلْ، وحِسِّيانِ مِنْهُ الطَّرَفانْ

أيضاً وعقليّانِ أو مُختلِفانْ


والوَجهُ ما يشْتَرِكانِ فيهِ

وداخِلاً وخارجاً تُلْفيهِ


وخارجٌ وَصْفٌ حقيقيٌّ جَلا

بِحِسٍّ او عَقلٍ ونِسبيٍّ تلا


وواحداً يكونُ أوْ مؤلَّفا

أوْ مُتَعَدِّداً وكلٌّ عُرِفا


بِحِسٍّ اوْ عَقْلٍ وَتشبيهٍ نُمي

في الضدِّ للتلميحِ والتَّهكُّمِ


(فصلٌ: في أداةِ التشبيه وغايته وأقسامه)
أداتُهُ كافٌ كأنَّ مِثْلُ

وكُلُّ ما ضاهاهَاْ ثُمَّ الاْصلُ


إيلاءُ ما كالكافِ ما شُبِّهَ بِهْ

بِعَكسِ ما سِواهُ فاعْلَمْ وانتَبِهْ


وَغايَةُ التّشبيهِ كشْفُ الحالِ

مِقدارٍ اوْ إمكانٍ اوْ إيصالِ


تزيينٍ او تشويهٍ اهتِمامِ

تنويهٍ استطرافٍ او إيهامِ


رُجحانُهُ في الوًجهِ بالمقلوبِ

كاللّيثِ مِثْلُ الفاسِقِ المَصْحوبِ


وباعتبارِ طَرَفَيْهِ يَنقَسِمْ

أربعةً تركيباً افراداً عُلِمْ


وباعتبارِ عَدَدٍ ملفوفٌ اوْ

مَفروقٌ اوْ تَسوِيَةٌ جَمْعٌ رَأَوْا


وباعتبارِ الوجهِ تمثيلٌ إذا

مِنْ مُتَعَدِّدٍ تراهُ أُخِذا


وباعتبارِ الوَجْهِ أيْضاً مُجْمَلُ

خَفِيٌّ اوْ جَلِيٌّ اوْ مُفَصَّلُ


ومِنْهُ باعتبارِهِ أيضاً قريبْ

وَهْوَ جَلِيُّ الوَجْهِ عَكسُهُ الغَريبْ


لِكَثْرَةِ التّفصيلِ أوْ لِنُدَرةِ

في الذّهْنِ كالتّركيبِ في كـ"نُهْـيَةِ"


وباعتبارِ آلَةٍ مُؤكَّدُ

بِحَذفِها ومُرْسَلٌ إذْ تُوجَدُ


وَمِنْهُ مَقْبولٌ بغايةٍ تَفيْ

وَعَكْسُهُ المَرْدودُ ذو التَّعسُّفِ


وأبلَغُ التّشبيهِ ما مِنْهُ حُذِفْ

وَجْهٌ وآلَةٌ يَليهِ ما عُرِفْ


(البابُ الثاني: في الحقيقةُ والمجاز)
حقيقةٌ مستعملٌ فيما وُضِعْ

لَهُ بِعُرْفِ ذي الخِطابِ فاتَّبِعْ


ثمَّ المجازُ قَدْ يجيءُ مُفرَدا

وَقَدْ يَجِيْ مُرَكَّباً فالمُبتَدا


كَلِمَةٌ غابَرَتِ الموضوعَ مَعْ

قَرينةٍ لِعَلْقَةٍ نِلْتَ الوَرَعْ


كاخلَعْ نِعالَ الكونِ كَيْ تراهُ

وَغُضَّ طَرْفَ الْقَلْبِ عَنْ سِواهُ


كِلاهُما شَرْعِيٌّ اوْ عُرْفِيُّ

نَحْوُ "ارْتقَى للحَضْرَةِ الصُّوفِيُّ"


أو لُغَوِيٌّ والمجازُ مُرْسَلُ

أوِ استعارَةٌ فأمّا الأوَّلُ


فما سِوى تَشابُهٍ علاقَــتُـهْ

جُزءٌ وكلٌّ اوْ مَحلٌّ آلَـتُـهْ


ظَرْفٌ وَمَظروفٌ مُسَبَّبٌ سَبَبْ

وَصْفٌ لماضٍ أوْ مآلٍ مُرْتَقَبْ


(فصل: في الاستعارة)
والاستعارةُ مجازٌ عَلْقَتُهْ

تشابُهٌ كَأَسَدٍ شَجاعَتُهْ


وَهْيَ مجازٌ لُغَةً على الأصَحْ

وَمُنِعَتْ في عَلَمٍ لِما اتّضَحْ


وَفَرْداً أوْ مَعدوداً او مُؤَلّفا

مِنْهُ قرينَةٌ لَها قَدْ ألَّفا


ومَعْ تنافي طَرَفَيْها تَنتَمي

إلى العنادِ لا الوِفاقِ فاعْلَمِ


ثمَّ العنادِيَّةُ تَلْميحيَّةْ

تُلْفى كما تُلْفى تَهَكُّمِيَّة


وباعتبارِ جامِعٍ قريبَةْ

كَـ"قَمَرٍ يَقرَأُ" أوْ غريبةْ


وباعتبارِ جامِعٍ وطَرَفَيْنْ

عَقْلاً وحِسّـاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنْ


واللّفظُ إن جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّةْ

وَتَبَعِيَّةً لَدى الوَصْفِيَّةْ


والفعلِ والحرفِ كـ"حالِ الصّوفيْ

يَنطِقُ أنَّهُ المنيبُ المُوفيْ"


وأطلِقَتْ وَهْيَ التي لم تقتَرِنْ

بِوَصْفٍ اوْ تَفريعِ أمْرٍ فاستَبِنْ


وجُرَِدَتْ بلائقٍ بالفَصْلِ

ورُشّحَتْ بلائِقٍ بالأَصْلِ


نَحْوُ "ارْتَقى إلى سماء القُدْسِ

ففاقَ مَنْ خلّفَ أرضَ الحسِّ"


أبْلَغُها التّرشيحُ لابتنائِهِ

على تناسي الشَّــبْهِ وانتِفائِهِ


(فصل: في التحقيقيّة والعقليّة)
وذاتُ معنىً ثابِتٍ بِحِسٍّ اوْ

عَقْلٍ فَتَحْقيقِيَّةٌ كّذا رَأَوْا


كـ"أشْرَقَتْ بَصائِرُ الصُّوفِيّةْ

بنورِ شَمْسِ الحَضْرَةِ القُدْسِيّةْ"


(فصل: في المكنيّة)
وحيثُ تشبيهٌ بِنَفسٍ أضْمَرا


وما سِوى مُشَبَّهٍ لَمْ يُذكَرا


ودَلَّ لازِمٌ لِما شَبَّهَ بِهْ

فذلكَ التشبيهُ عِنْدَ المُنْتَبِهْ


يُعْرَفُ باسْتِعارَةِ الكِنايةِ

وذِكْرُ لازِمٍ بتخييليَّةِ
 

كـ"أَنْشَبَتْ مَنِيَّةٌ أظْفارَها

وأَشْرَقَتْ حَضْرَتُنا أنوارَها"


(فصل: في تحسينِ الكناية)
مُحَسِّنُ استعارةٍ تَدريهِ

بِرَعْيِ وَجْهِ الحُسْنِ للتّشبيهِ


والبُعْدِ عَنْ رائحَةِ التّشبيهِ في

لَفظٍ وليسَ الوَجهُ ألغازاً قُفي



(فصل: في تركيب المجاز)
مُرَكَّبُ المجازِ ما تَحَصَّلا

في نِسبَةٍ أَوْ مِثْلِ تمثيلٍ جلا


وإنْ أتى استعارةً مرَكَّبُ

فَمَثَلاً يُدعى ولا يُنَكَّبُ


(فصل: في تغييرِ الإعراب)
ومنهُ ما إعرابُهُ تَغَيَّرا

بِحَذفِ لَفظٍ أَوْ زيادَةٍ تُرى


(البابُ الثالث: في الكناية)
لفظٌ به لازمُ معناهُ قُصِدْ

مَعَ جَوازِ قَصدِهِ مَعْهُ يَرِدْ


إلى اختصاصِ الوَصْفِ بالموصوفِ

كـ"الخيرُ في العزلةِ يا ذا الصّوفي"


ونَفسِ موصوفٍ ووَصْفٍ والغَرَضْ

إيضاحٍ اختصارٍ اوْ صَوْنٍ عَرَضْ


أوِ انتفاءِ اللّفظِ لاستهجانِ

ونَحْوِهِ كاللّمسِ والإتيانِ


(فصل: في مراتب الكناية)
ثمَّ المجازُ والكُنى أبْلَغُ مِنْ

تَصْريحٍ اوْ حقيقةٍ كَذا زُكِنْ


في الفَنِّ تَقديمُ استعارةٍ على

تشبيهٍ ايضاً باتفاقِ العُقلا