Khotbah



بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
خطبة الكتاب
1
الحَمْدُ لله البديع الهادي

 إلى بيان مهيع الرشاد

2
أمدَّ أرباب النهى ورسما

 شمس البيان في صدور العُلَما

3
فأبصروا معجزة القرآن

واضحة بساطع البرهان

4
وشاهدوا مطالعَ الأنوارِ

 وما احتوت عليه مِنْ أسرارِ

5
فنَزَّهوا القلوب في رياضِهِ

 وأوردوا الفِكْر على حياضهِ

6
ثم صلاة الله ما ترنَّما

 حادٍ يسوق العيس في أرض الحمى

7
على نبينا الحبيب الهادي

 أجلِّ كلِّ ناطقٍ بالضاد

8
محمدٍ سيدِ خلقِ اللهِ

 العربيِّ الطاهرِ الأوّاهِ

9
ثم على صاحبه الصدّيقِ

 حبيبِه وعمرَ الفاروقِ

10
ثم أبي عمرو إمام العابدينْ

 وسطوةِ الله إمامِ الزاهدينْ

11
ثم على بقية الصحابةْ

 ذوي التقى والفضل والإنابةْ

12
والمجدِ والفُرصةِ والبراعةْ

 والحزمِ والنجدةِ والشجاعةْ

13
ما عكف القلب على القرآنِ

 مرتقياً لحضرة العرفانِ

14
هذا وإنَّ درر البيانِ

وغررَ البديع والمعاني

15
تهدي إلى مواردٍ شريفةْ

 ونُبذةٍ بديعةٍ لطيفةْ

16
من علم أسرار اللسان العربي

 ودَرْكِ ما خُصَّ به مِنْ عَجَب
3
17
لأنه كالروح للإعرابِ

 وهو لعلم النحوِ كاللُّبابِ

18
وقد دعا بعضٌ من الطلابِ

 لِرَجَزٍ يهدي إلى الصوابِ

19
فجئته بِرَجَزٍ مُفيدِ

 مُهَذّبٍ مُنَقَّحٍ سديدِ

20
ملتَقِطاً مِنْ دُرَرِ التلخيصِ

 جواهراً بديعةَ التخليصِ


21
سلكتُ ما أَبْدى مِنَ الترتيبِ

 وما أَلَوْتُ الجهدَ في التهذيبِ

22
سَمَّيتُهُ بالجوهرِ المَكْنونِ

 في صَدَفِ الثلاثةِ الفنونِ

23
واللَّهَ أرجو أن يكونَ نافعا

 لكلِّ مَنْ يقرَؤُهُ ورافعا

24
وأن يكون فاتحاً للبابِ

 لجملة الإخوان والأصحابِ

)المقدمة(
25
فصاحةُ المفرد أَنْ يَخْلُصَ مِنْ

 تنافرٍ غرابةٍ خُلْفٍ زُكِنْ

26
وفي الكلام مِنْ تنافُرِ الكَلِمْ

 وضَعْفِ تأليفٍ وتعقيد سَلِمْ

27
وذي الكلام صفةٌ بها يُطيْقْ

 تأديةَ المقصودِ باللَّفظِ الأنيقْ

28
وجعلوا بلاغةَ الكلامِ

 طِباقَهُ لِمُقتضى المَقامِ

29
وحافظٌ تأديةَ المعاني

 عَنْ خَطَأٍ يُعْرَفُ بالمعاني

30
وما مِنَ التعقيدِ في المعنى يَقِي

 لَهُ البيانُ عِنْدَهُمْ قَدِ انْتُقي

31
وما به وجوهُ تحسين الكَلامْ


 تَعْرِفُ يُدْعى بالبَديعِ والسَّلامْ